روعة و جمال القصيدة الوجدانيةالسامرية
1427-11-19 10:25 صباحاً
0
0
128286
[frame=\"4 80\"][ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;border:1 solid green;][CELL=filter:;][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][COLOR=blue][ALIGN=center]
يشكل جمال الشعر الفني ، الأسلوبي على وجه التحديد بالإضافة إلى غنى المضامين و عمق المعاني ، معادل السامر الموضوعي ، هذا المعادل الذي يمنح القصيدة ألقها و تميزها و سرعة وصولها إلى وجدان و قلب المتلقي .
و لغل جمال الأسلوب الفني و روعته هو أهم سمة تميز خطاب السامري الذي يشبهه الدكتور حمد الدخيل بـ ( باقة عطر ) .
و يشبهه الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بـ ( باقة من قصايد الشعر النبطي ) .
و أدعو المتلقي متعة جمال الأبيات التالية :
يقول السامري :
و يقول سموه في قصيدته الرائعة (( الرموش اللي وقوف )) :
و لله در السامر الذي يرسم هذه الصورة الرائعة :
و يقول في قصيدته (( وقف هوانا)) :
ويقول في قصيدة (( سيد الغنادير )) :
و هكذا تكون قصائد السامر لوحات رائعة الجمال تنبض بجماليات الحياة و روعة المعاني العميقة و الحميمة المنبثقة من صميم المشاعر الوجدانية النبيلة .
الخيل
اعتز الإنسان العربي بالخيل منذ أقدم العصور و أنزلها المكانة اللائقة التي تستحقها فهي صديقة العربي في حله و ترحاله . و من خلال قصائد سموه تتبدى لنا جليا ً المكانة العظيمة للحصان العربي الذي أحبه السامري حبا ً جما ً ،
يقول سموه :
و يقول مفاخرا ً بالخيل :

و يقرن المجد بالخيل ،يقول سموه :
و يقول في قصيدته (( شوفة الخيل)) معبرا ً عن عميق حبه للخيل و مبينا ً منزلتها الرفيعة في نفسه :
وهكذا كانت للخيول مكانة أثيرة و كبيرة في قلب و في شعر سمو الأمير عبد العزيز الذي خصص جائزة في الشعر النبطي لوصف الخيل و ذلك تشجيعا ً للشعراءعلى وصف الخيل في أشعارهم و التغني بصفاتها ، و الإشادة بجمالها و قوتها .
تغنى الشعراء على مر العصور بالمرأة الحبيبة، و كانت المحور الأكثر أهمية في أشعارهم ، و لا غرابة في ذلك فالحب شعور إنساني من اصدق و أجمل المشاعر الإنسانية على الإطلاق.
و يشغل الحب و الغزل شطراَ واسعاَ من أشعار سمو الأمير عبد العزيز بن سعود ين محمد آل سعود حتى ليطغى على ما سواه .
وشعر( السامر) الوجداني شعر جميل يطفح بالعذوبة و الحيوية و النقاء ، شعر يحرك المشاعر و يحفز الأحاسيس و يوثب المخيلة و يجمل الوجدان.
و يحتفي (السامر) احتفاءَ حميماَ بكل الأشياء الجميلة و الساحرة و الدافئة ، فيعيد للحب اعتباره و للمشاعر النبيلة روحانيتها ، و للعشق صدقه و لهفته و شفافيته . يقول سموه مفاخراَ بالحب :
ولعلي لا أجانب الصواب البتة عندما أدعي و بثقة مطلقة أن سموه شاعر الحب بامتياز ، إذ تنبض حروف قصائده كافة بشتى ألوان الحب ، حب الوطن و رموزه ، حب مدينة الرياض ، حب الطفولة ، حب الخير و الفضائل الحميدة ، حب الصحراء ، حب الأهل ، حب الحبيب ، ودائما ....دائماَ حب الإنسان في كل مكان
و سنقف في هذه الدراسة عند جوانب متعددة من شعر سمو الأمير عبد العزيز الوجداني و الغزلي .
ماهية الحب وطبيعته :
يحدد سمو الأمير عبد العزيز في كثير من قصائده الوجدانية ماهية الحب الذي يؤمن به و يتغنى بجماله ، إنه حب كبير يمتد عرشه الرومانتيكي على امتداد الفضاء و الكواكب ، يقول سموه:
و لعل أجمل خصيصة من خصائص الحب التي يحبذها سموه هي الشوق الذي يتبدى جميلاَ وآسراَ و ساحراَ في عيون الحبيب ، يقول :
و لعل صورة الحب السامرية تبدو أكثر وضوحاَ في الأبيات التالية :
و تتجلى عظمة الحب في أبهى صورها و أجلى معانيها في البيت التالي :
و يدعو ( السامر )لحب عظيم يتأسس على الصدق و الوفاء و الإخلاص ، حب أصيل و خالد ، يقول سموه :
و في الحب الحقيقي يكون طيف الحبيب ماثلاَ على الدوام أمام ناظري العاشق في النوم و اليقظة . يقول سموه :
و للعقل الذي يتجاهله العشاق دور أساسي في الحب السامري إضافة إلى العين و القلب ، يقول السامر :
و يود الشاعر / العاشق أن يكون أكثر قرباَ و إلتصاقا ً بالحبيبة ، يقول سموه :
و يود للحبيبة أن تكون أكثر قربا ً منه ، بحيث تقف على رمش عينه. يقول سموه :
فلسفة الحب :
لسمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد خطرات فكرية و إشراقات فلسفية تتبدى جلية في رؤيته لطبيعة الحب و شخص الحبيب و طبيعة العلاقة الأزلية بين الرجل و المرأة ، و لننظر إلى الإشراقات التالية المشبعة بالرؤى الفلسفية .
يقول سموه:
و تنطوي فلسفة( السامر ) للحب على نقد لاذع لسعادة الحب التي سرعان ما تنقلب إلى هم و حرمان ،يقول سموه :
و هكذا لا يكتفي السامر بالنظر إلى الحب من عل، لكنه يغوص في بواطنه كاشفا ً عن أسراره و تجلياته ، و معبرا ً عن رؤاه و احباطاته و إشراقا ته في نظرة فلسفية نافذة إلى أقصى خلجات الوجدان و ناقدة لكل المظاهر السلبية .
شفافية الرومانسية السامرية و عذوبتها :
يسمو سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود بالحب و يضفي عليه شفافيات وجدانه النقية مرتقيا ً به نحو عوالم بيضاء و بنفسجية و خضراء .....هي كل ما يطفح به قلب سموه من مشاعر سامية و أحاسيس نبيلة .
يقول سموه مصورا ً بشفافية ٍ لا مثيل لها مشاعره الوجدانية تجاه شخص الحبيب:
و هكذا تكون الرقة و الشفافية و العذوبة من أخص خصائص القصيدة الوجدانية السامرية ، و لنمعن النظر إلى شفافية أحاسيس سمو الأمير عبد العزيز المتدفقة كشلالات نور و ضياء في الأبيات التالية :
و لننظر إلى عذوبة البيت التالي ، يقول سموه :
و شفافية القصيدة الوجدانية السامرية شفافية عفوية و عميقة ، تتدفق بالتلقائية و المصداقية و الحيوية ،شفافية تنفذ إلى أحاسيس المتلقي كنسائم الربيع ، شفافية تمنح إحساسا ً حميما ً و عارما ً بالدفء و الهاء ، يقول سموه :
أصالة البوح العذري:
العذرية سمة هامة من سمات الأمير عبد العزيز الوجداني ، و لا غرابة في ذلك، إذ يعتبر سموه و بحق امتدادا ً طبيعيا ً في المكان و امتدادا ً سيكولوجيا ً في الخصائص الوجدانية لشعراء بني عذرة ، هذه الميزة التي اختص بها بعض شعراء الجزيرة العربية .
بالإضافة لما تنطوي عليه شخصية سموه الاعتبارية من عراقة و نبل و جماليات بدوية فطرية .......كل هذه الأسباب جعلت العذرية سمة أساسية من سمات شعر سمو الأمير عبد العزيز الوجداني . يقول سموه :
و يقول :
و يقول في قصيدة أخرى :
مكانة الحبيب:
منح الإسلام المرأة إنسانيتها و حقوقها ، و قد انعكس ذلك إيجابا ً على إيداع الشعراء الذين أنزلوا المرأة في أشعارهم المكانة الرفيعة التي تستأهلها .
و للمرأة الحبيبة مكانة أثيرة في شعر سمو الأمير عبد العزيز الذي يقول في واحدة من قصائده الرائعة :
و لعل أجمل منزلة ينزل بها سموه الحبيبة هي عينه ، يقول :
و يدعو سموه الحبيبة بـ (غاية الروح ) يقول :
المناجاة و البوح
تتخذ معظم قصائد سمو الأمير عبد العزيز الوجدانية طابع المناجاة و البوح لما لها من علاقة وثيقة بروح العاشق ، يقول سموه مناجيا ً طائرا ً مر به ، و عبر هذه المناجاة يفصح سموه لهذا الطائر عن شكواه و أسرارة الوجدانية ، أي أن سموه يؤنسن هذا الطائر مضفيا ً عليه الطابع الإنساني العاقل ، و مما قاله :
و يقول مناجيا ً الحبيب :
و يبوح السامر بأسراره الوجدانية إلى أصدقائه الخلص عله يجد لديهم المشورة و الرأي السديد .
يقول في هذه المشاكاة :
و يقول مناجيا ًسمو الأمير الشاعر سعود بن بندر ( يرحمه الله ) :
و تتخذ مناجاته لشخص الحبيب في بعض الأحيان الطابع التأملي ، يقول سموه :
الحزن الجميل و جراح الحبيب
يتسم شعر الأمير عبد العزيز الوجداني بالحزن الجميل لارتباطه بآلام الحب و جراحاته و عذاباته ، لكن ما يلفت الانتباه هو كثرة ورود عبارات الجرح في قصائده و لو أحصينا مفردات الجرح لبلغت المئات ، إذا ً ثمة آلام حقيقية تعتمل في نفس سموه جراء الحبيب و غالبا ً ما يفصح سموه عن هذه الآلام بعبارات الجرح .
و تتعدد جراح الحبيب، و لعل أهم جرح يخلفه الحبيب في قلب حبيبه هو الجفاء و الصد ، يقول سموه :
و يقوا أيضا ً :
و يقول :
و تزداد وطأة الجراح اضطرادا ً مع جفاء الحبيب ، و كلما طاب جرح حل جرح آخر محله ، يقول سموه :
وتكون الجراح أيضا ً بسبب غياب الحبيب ، و قد تكون بسبب نزقة الذي لا مبرر له ،يقول سمو الأمير عبد العزيز في قصيدة أخرى :
و قد يتخذ جرح الحبيب شكلا ً أكثر رومانسية ، عندما تكون أداته العيون السود ، يقول سموه :
و أحيانا ً يكون للجرح نزيف واحد ، حيث يكون جرح الحبيبة امتدادا ً لجرح الحبيب ، يقول سموه :
و ما دامت هذه هي الجراح التي تخلفها الحبيبة في قلب العاشق ....ما هي إذا ً أدوية هذه الجراح ؟ .. السامر هنا يتصور علاجات ناجعة لجراح الحب منها ( همس الحبيبة ) الذي يراه السامر شفاء ً ناجعا ً لجراح القلب .
يقول سموه :
و أحيانا ً يطلب السامر من شخص الحبيب مداواة جراح عشقه على نحو أقل وضوحا ً دون أن يحدد طبيعة و شكل هذه المداواة ؟
يقول سموه :
و هكذا يظهر سمو الأمير عبد العزيز في قصائده الوجدانية متأثرا ً و على نحو بالغ الحساسية بمواقف الحبيب و تصرفاته مفصحا ً لنا عن كامل جراحات وجدانه النازفة و دماء عشقه الخضراء .
يقول سموه في خطاب وجداني بالغ الحساسية و عميق الانفعال و واضح الشكوى :
و هكذا يكون سموه أمينا ً لوجدان العاشق على نحو ٍ شديد الوضوح و التأثير و الحميمية ، هذه الأمانة التي تفصح و بصراحة عن جراحات الحب مثلما تفصح عن صبابته و مغامراته و أسراره .
الليل و سهر العاشق
الليل هو صديق العاشق الأزلي و صديق الشاعر كذلك .... و صديق الحزانى ... يبثونه شكواهم و نجواهم .
و يحتفي السامر بالليل و السهر في أشعاره الوجدانية ، يقول :
و يحلو السهر عندما يكون وجه الحبيبة و طيفها القمر الذي ينير ليل العاشق .
يقول السامر :
ويقول أيضا ً :
و هكذا يكون السهر و منادمة الليل هما قدر العاشق ، يقول سموه :
عتاب الحبيب
شعر سمو الأمير عبد العزيز الوجداني شعر رقيق العبارة لطيف الإيحاء رشيق المعنى لا قدح فيه و لا ذم ، و لكنه ينطوي على أبيات كثيرة فيها عتاب مباشر أو غير مباشر ، صريح أو ضمني لشخص الحبيب .
و تتعدد أسباب العتاب ، و في الشواهد التالية ستتضح لنا صور متعددة من عتاب سموه للحبيب .
و في الأبيات التالية يظهر سموه خيبة أمل واضحة من الحبيب الذي يمضي ليله ساهرا ً محتفيا ً به بحبور ، و يتعهد سموه بهجره و تركه ، يقول في عتاب شجي و مؤثر :
وفي بعض القصائد يحتد عتاب سمو الأمير عبد العزيز لشخص الحبيب على نحو أشد حدة و انفعالا ً .
يقول في قصيدته ( بعتني برخيص) و التي يدلل عنوانها على مضمونها المعاتب :
و يضيف مبينا ً أسباب عتابه :
ثم يبرر عتابه بقوله :
و من خلال العتاب الوجداني يفصح السامر عن مآخذه على الحبيب ، يقول في قصيدته ( آسف) :
ثم يبدأ بمعاتبة نفسه ، قلبه على وجه الدقة لإسرافه في بذل الحب و الوداد و الهيام لحبيب تنكر لكل هذا الحب الكبير ، يقول سموه في نبرة مغلفة بالندم و الأسى :
و إزاء غدر الحبيب لا يتردد السامر عن حجب مشاعره عنه ، يقول :
و في قصيدته ( لا تعاتبني ) يطلب السامر من الحبيب ألا يعاتبه أبا ً لأن حبه انتهى من قلبه .
و تكشف لغة العتاب السامري عن شفافيات مرهفة ، يقول :
و يقول أيضا ً في قصيدته ( حبك نسيته ) :
و هكذا يميل سمو الأمير عبد العزيز في قصائده الوجدانية إلى العتاب الصريح و المباشر الذي يلامس انكماش النفس على مشاعرها المجروحة جراء غدر أو نزق أو عدم وفاء الحبيب .
نقد العذول
في كل حكاية حب ثمة عذول يحاول جاهدا ً قطع حبل المحبة بين المتاحبين لغاية دنيئة في نفسه ، و ذلك يتبدى جليا ص في قصائد الشعراء الوجدانية .
و في الأبيات التالية يرفض سمو الأمير عبد العزيز الدور السلبي و الطفيلي للعواذل قائلا ً :
و للعذول أسماء متعددة منها ( اللائم ) و (أهل الهرج ) ، كما يوضح ذلك سمو الأمير عبد العزيز في البيت التالي :
و لا ينساق سموه و هو السامي كصقر في عليائه إلى أهل الهرج من العواذل لأن هدفهم وأد الحب الجميل في مهده .
و رغم كل هذا الحذر الكبير من العواذل إلا أن أحدهم ينجح في جعل الحبيبة تصد عن حبيبها ، الأمر الذي يدفع سموه لأن يقول :
و تكثر شكوى السامر من العواذل الذين لا يرحمون أحدا ً ، يقول في قصيدته ( مجروح العيون ) :
و إزاء هذا الحضور الطاغي و الكبير و المشؤوم لعواذل الحب يحرص سموه دائما ً على تحذير حبيبه من العواذل ، يقول :
اللهفة و الشوق و الوصل و الفراق
شعر سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد الوجداني شعر تكتمل فيه المواصفات المتعددة لقصيدة الحب من حيث المضامين و الأساليب الفنية و الحساسية التعبيرية و المفردات و التراكيب و الرؤى ، وبالتالي فهو شعر يحتشد باللهفة و الشوق للحبيب و الحلم الأزلي بوصال ٍ لا يعكره غياب أو فراق .
و غالبا ً ما يستهل السامر قصائده الوجدانية بالتعبير عن لهفته العارمة لشخص الحبيب . يقول مستهلا ً قصيدته \" كل ما ناظرتني \" :
و مثلما يستهل السامر قصائده الوجدانية باللهفة إلى شخص الحبيب يستهلها أحياناً بالشوق الذي يزلزل كيان
الحبيب و الحبيبة معا ً ، يقول سموه مستهلا ً قصيدته \"خمر الأرياق \" \"
و لنمعن النظر مستمتعين بفخامة صور الحب السامرية ، يضيف السامري قائلا ً :
و يكون الوصل تتويجا ً للشوق و نتيجة طبيعية له ن فهو الذي يبرد مكابداته لهيب الأشواق كلها ، يقول السامر :
و يلعب غياب الحبيب دورا ً تصعيديا ً كبيرا ً للأشواق الأمر الذي يضرم نيران الوجد ، يقول سمو الأمير عبد العزيز :
و يقدم سموه وصفاً دقيقا ًلآلام الفراق ، يقول مخاطبا ً الحبيب :
ولا يمكن مجابهة الأثر الفادح لغياب الحبيب إلا بطلب الوصل ، يقول سموه :
وهكذا تكتمل رباعية اللهفة و الشوق و الفراق و الوصل و تتناغم على نحو وثيق ليبدع السامر أجما قصائده الوجدانية .
التوسل للحبيب و كبرياء العاشق
التوسل للحبيب و كبرياء العاشق ثنائية العشق الأزلية يجسدها سمو الأمير عبد العزيز في شعره الوجداني :
و يتسامى سموه بخطاب التوسل مضفيا ً غليه سمو روحه النبيلة بامتياز فيغدو أقرب ما يكون للرجاء.
يقول سموه :
و يقول أيضا ً :
و لكن عاطفة السامري المتدفقة نحو الحبيب رقة و عذوبة و لينا ً لا تمنعه من المباهاة بكبريائه و شممه و شموخه ، إذ ما فائدة الحب دون العز و رفع الرأس.
يقول السامر مباهيا ً و مفاخرا ً رفعة و سموا ً:
و هكذا يحفل شعر السامر الوجداني بكبرياء العاشق الذي يزيد الحب تألقا ً و جمالا ً و نبلا ً و يرتقي به نحو المعاني السامية و المقاصد النبيلة .
الغزل العفيف
يعتبر الغزل من أهم أغراض الشعر العربي قديمه و حديثه . و لسمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد باع طويل في هذا المجال ، حيث نلحظ بوضوح طغيان الحالة الوجدانية في شعره عموما ً . يقول الأديب و الباحث عبد الله الزازان في مقدمة ديوان السامر :
(( برع الأمير عبد العزيز في الغزل و أدخل عليه أساليب و طرائق جديدة ن و قد عده النقاد أول من طور الغزل الوصفي و قد وظف الاستعارة و التشبيه توظيفا ً حسنا ً كشاعر فتن بالخيال فأضاف التشبيه على القصيدة جمالا ً و إبداعا ً )) .
و يقدم الباحث الزازان شواهد رائعة على ذلك ، منها قول السامر :
أنواع غزل السامر
يعتمد غزل الأمير عبد العزيز اعتمادا ً كبيرا ً على وصف الحالة الحسية لما يكون عليه شكل المرأة الحبيبة و بذا يكون للغزل الوصفي حضورا ً كبيرا ً في شعره الوجداني ، دون أن يقلل ذلك من حضور الغزل المعنوي ببعديه الجمالي المعنوي و العذري :
1- الغزل الوصفي :
يتركز الغزل الوصفي على وصف محاسن المرأة الحبيبة و كثيرا ً ما يفصل سمو الأمير عبد العزيز تفصيلا ً شاملا ً في وصف مختلف معالم المرأة الحبيبة ، يقول سموه :
و يقول في قصيدته ( عاصي الشوق ) حيث تظهر بوضوح انسيابية الغزل الوصفي :
و يتميز الغزل الوصفي السامري برشاقته و تلقائيته و عذوبته و ترابطهو كثافته و شفافيته ، و لننظر إلى براعة سموه الفائقة في تكثيف الوصف الغزلي في هذيت البيتين دون أن يخل ذلك بجمال الشعر و قوة بنائه ، يقول سموه :
و يظهر سموه في غزله الوصف الشامل تواترا ً أخاذا ً يتراءى لعين النتلقي كلوحات متتابعة متناسقة ، و لمنعن النظر إلى هذا الاسترسال المتقن و الجميل :
2- الغزل المعنوي ( العذري ) :
درج الشعراء العرب و منذ عصر شعراء بني عذرة على غزل عذري عفيف المقاصد ، شفيف الإيحاء ، يلبي اندفاعات الحب العذري و يشكل مظهرا ً تعبيريا ً و وصفيا ً له .
يقول سمو الأمير عبد العزيز :
و عبر الغزل العذري يفصح سمو الأمير عبد العزيز و بجلاء عن صفات الحبيب المعنوية و الروحية و الجمالية وفق إطار عذري صوفي .
إن الغزل العذري يكرس جماليات أخرى للحبيبة غير ظاهرة لحاسة البصر و لكن الروح تلتقطها و يحتفل بها القلب و يتغنى بها الشعر ، يقول سموه في مناجاة صوفية :
و يتوج سمو الأمير عبد العزيز غزله العذري باستلهام سير و قصص الحب العذري ، يقول في نفس ٍ عذري يذكرنا بشجوات جميل بثينة و كثير عزة :
سمات و خصائص قصيدة الغزل السامرية
تختص قصيدة الغزل السامرية بعدد من السمات و الخصائص منها :
1- وصف الجمال العربي التقليدي :
يعتبر وصف معالم جمال المرأة العربية التقليدية سمة هامة من سمات غزل السامر و من ذلك تشبيهه المرأة بالمهرة ، يقول سموه :
و تشبيهه عيون المرأة بعيون المهاة و هو تشبيه كلاسيكي دَرَجَ عليه الشعراء العرب منذ أمد بعيد ، يقول سموه :
كذلك فقد تغزل سمو الأمير عبد العزيز بالرمش على عادة الشعراء العرب القدامى ، و لننظر إلى هذه الصور البديعة التي تصور الرمش على ورد الوجن يكتب حروفا ً عندما تستلهم العين :
و كذلك يؤثر السامر العيون السوداء ، يقول سموه :
و يشبه السامر إطلالة المرأة بطلعة القمر أو البدر استلهاما ً للتراث الشعري و القاموس الجمالي العربي ن يقول سموه :
و يقول أيضا ً :
2- شفافية الغزل و فخامته :
يقول الأديب و الباحث عبد الله الزازان : ( ينظر نقاد الشعر إلى أدب الأمير عبد العزيز على أنه البداية الحقيقية لظهور الوصف الجمالي ، و لعل ظهور هذا الفن الجديد يعود إلى تفانيه في خلق الأفكار الجمالية ، و لذلك فإنه يعد مجددا ً للبناء الجمالي في الشعر ).
يقول سموه في شفافية آسره تفيض روعة و جمالا ً :
و يقول أيضاً :
[poem=font=\"Simplified Arabic,4,blue,normal,normal\" bkcolor=\"\" bkimage=\"\" bord
يشكل جمال الشعر الفني ، الأسلوبي على وجه التحديد بالإضافة إلى غنى المضامين و عمق المعاني ، معادل السامر الموضوعي ، هذا المعادل الذي يمنح القصيدة ألقها و تميزها و سرعة وصولها إلى وجدان و قلب المتلقي .
و لغل جمال الأسلوب الفني و روعته هو أهم سمة تميز خطاب السامري الذي يشبهه الدكتور حمد الدخيل بـ ( باقة عطر ) .
و يشبهه الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بـ ( باقة من قصايد الشعر النبطي ) .
و أدعو المتلقي متعة جمال الأبيات التالية :
يقول السامري :
على عرش الهوى و الملح ربي كملك بوسام

وسام المنطق الباهي على كل الحكي يزهاك

أبفرش لك حرير الشوق أبيك تسير الأقدام

على دربي و بأفرش لك ورود الحب في دنياك

و يقول سموه في قصيدته الرائعة (( الرموش اللي وقوف )) :
خلني بين الرموش اللي وقوف

تحت منثور الشعر عند الجبين

لجل عينك يا حبيبي ما تشوف

غير زولي كل وقت و كل حين

و لله در السامر الذي يرسم هذه الصورة الرائعة :
يا مملكة قلبي و روحي و نجواي

و الهاجس اللي يبعد الناس و أدناك

عليك أهز الرأس و أعضض شفاي

أسابق شفوفي على كل ما أرضاك

أمد لك في غفوة النوم يمناي

و إن قمت أحلى طعم ريقي بطرياك

عطشان في حبك مواريد مظماي

أظمأ على شان أني آرد على ماك

يا شمس صبح الحب يا نور دنياي

في ليل عمري يا قمر شع مسراك

يا فرحة أيامي و يا عيدها الجاي

قبل أعرفك كنت أتخيل حلاياك

و يقول في قصيدته (( وقف هوانا)) :
أرسمك ضيء يقهر الجدي و سهيل

و أسلمك كل النجوم بيمينك

ابيك تسترني عن الناس بالليل

وقف هوانا بين جيدك و عينك

ويقول في قصيدة (( سيد الغنادير )) :
تغل يا سيد الغنادير و أغليك

و أجيب لك عمر الهناء في كفوفك

يجوز لي يا زين منك تغليك

و افهم و أقدر يا حبيبي ظروفك

و هكذا تكون قصائد السامر لوحات رائعة الجمال تنبض بجماليات الحياة و روعة المعاني العميقة و الحميمة المنبثقة من صميم المشاعر الوجدانية النبيلة .
الخيل
اعتز الإنسان العربي بالخيل منذ أقدم العصور و أنزلها المكانة اللائقة التي تستحقها فهي صديقة العربي في حله و ترحاله . و من خلال قصائد سموه تتبدى لنا جليا ً المكانة العظيمة للحصان العربي الذي أحبه السامري حبا ً جما ً ،
يقول سموه :
أركب على شقر المهار العسايف

وانطح وجيه القوم سابق و مسبوق

و أرد فارس لهفه الروح عايف

و أكتب على كل الزهر زاهي الشوق

الخيل روح العز و المجد و الكار

نواصي ٍغر ٍ بها الخير معقود

نفخر بها في يوم بيعات الأعمار

إلى وقفنا بين حاوي و مردود

كم واحد ٍ نال الشرف غقب ما غار

مغار خيل و جات بالعسر و الكود

إن روحت تأطأ على حامي النار

و إن أقبلت تأطا على زهور و ورود

في وصفها يتعب بيانك و تحتار

أموردة قلب من الغبن ملهود

شره النظر فخره بشرهات الأنظار


مذكورة ٍ بالخير في ذكر الأذكار

هي زينة الدنيا على كل ما رود

و يقرن المجد بالخيل ،يقول سموه :
أصايل الخيل تختال بغنايمها

و المجد وجه الأصايل هج بيبانه

الخيل فالمعترك خسران لا يمها

يسوقها الشوق سوق الحي وجدانه

و يقول في قصيدته (( شوفة الخيل)) معبرا ً عن عميق حبه للخيل و مبينا ً منزلتها الرفيعة في نفسه :
أنا هواي و رغبتي شوفة الخيل

لا شفتها اذكر ٍ ماضي يرفع الراس

عندي منازلها ورا الجدي و سهيل

جواهر فوق الجواهر كما الماس

كم فارس ٍ من فوقها عدل الميل

بالسيف هو و الدرع و الرمح و الطاس

خيل تدفق في المعارك كما السيل

يسبق مزاعج ركضها زعج الأنفاس

وهكذا كانت للخيول مكانة أثيرة و كبيرة في قلب و في شعر سمو الأمير عبد العزيز الذي خصص جائزة في الشعر النبطي لوصف الخيل و ذلك تشجيعا ً للشعراءعلى وصف الخيل في أشعارهم و التغني بصفاتها ، و الإشادة بجمالها و قوتها .
تغنى الشعراء على مر العصور بالمرأة الحبيبة، و كانت المحور الأكثر أهمية في أشعارهم ، و لا غرابة في ذلك فالحب شعور إنساني من اصدق و أجمل المشاعر الإنسانية على الإطلاق.
و يشغل الحب و الغزل شطراَ واسعاَ من أشعار سمو الأمير عبد العزيز بن سعود ين محمد آل سعود حتى ليطغى على ما سواه .
وشعر( السامر) الوجداني شعر جميل يطفح بالعذوبة و الحيوية و النقاء ، شعر يحرك المشاعر و يحفز الأحاسيس و يوثب المخيلة و يجمل الوجدان.
و يحتفي (السامر) احتفاءَ حميماَ بكل الأشياء الجميلة و الساحرة و الدافئة ، فيعيد للحب اعتباره و للمشاعر النبيلة روحانيتها ، و للعشق صدقه و لهفته و شفافيته . يقول سموه مفاخراَ بالحب :
أول أفاخر بحبك وأرفعه

وأفرح بطرياك إلي جابو مجال

واحسد اللي دايم تجلس معه

بين عطفك يا حبيبي و الدلال

و سنقف في هذه الدراسة عند جوانب متعددة من شعر سمو الأمير عبد العزيز الوجداني و الغزلي .
ماهية الحب وطبيعته :
يحدد سمو الأمير عبد العزيز في كثير من قصائده الوجدانية ماهية الحب الذي يؤمن به و يتغنى بجماله ، إنه حب كبير يمتد عرشه الرومانتيكي على امتداد الفضاء و الكواكب ، يقول سموه:
حبنا يملا الكواكب و الفضاء

و عرشنا عانق زحل و المشترى

و لعل أجمل خصيصة من خصائص الحب التي يحبذها سموه هي الشوق الذي يتبدى جميلاَ وآسراَ و ساحراَ في عيون الحبيب ، يقول :
أجمل الحب شوق في عيون الحبيب

كل ما ولد يمك بالمحبة يفيض

أحبها حبي لخمس الصلوات

و أحبها حب العرب شبة النار

أحبها حب الوحش للمنيفات

و أحبها حب الطبيعة للأمطار

محبةٍ يشرب بها الشوق الأوقات

و تمر عجلة و الظما بالرجا حار

و تتجلى عظمة الحب في أبهى صورها و أجلى معانيها في البيت التالي :
أحبك الماء لروحي يوم يظميها

أعظم سؤال يواجهني من أيامي

لو محبتك حلم عشت عمري منام

و نمت و الصبح يمي ما لقاله دروب

و لو غرامك هزيمة شاقي بالغرام

عشت أنا طول عمري في هواي مغلوب

و في الحب الحقيقي يكون طيف الحبيب ماثلاَ على الدوام أمام ناظري العاشق في النوم و اليقظة . يقول سموه :
طيفك معي ما فارق العين لحظة

و صمت السوالف بين روحك و بيني

قدام عيني عند نوم ٍ و يقظة

يديك ما تطلق مقاضب يديني

و للعقل الذي يتجاهله العشاق دور أساسي في الحب السامري إضافة إلى العين و القلب ، يقول السامر :
عيني و قلبي و العقل عاشقينك

شفتك و شفت الزود عن زود ظني

و يود الشاعر / العاشق أن يكون أكثر قرباَ و إلتصاقا ً بالحبيبة ، يقول سموه :
ودي إني مثل حبات العرق

في جبينك تندي بعز و وقارا

و يود للحبيبة أن تكون أكثر قربا ً منه ، بحيث تقف على رمش عينه. يقول سموه :
و الله لو توقف على رمش عيني

ما تلمح واقف على رؤوس الأهداب

فلسفة الحب :
لسمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد خطرات فكرية و إشراقات فلسفية تتبدى جلية في رؤيته لطبيعة الحب و شخص الحبيب و طبيعة العلاقة الأزلية بين الرجل و المرأة ، و لننظر إلى الإشراقات التالية المشبعة بالرؤى الفلسفية .
يقول سموه:
أحبك و الحطب روحي و حبك يا حبيبي نار

محبة كل ما صديت عني تحرق كياني

شربتك باردٍ يطفي عن الخاطر لهيب حار

شربتك فرحة ٍ تجلي بشوفي لك صدى أحزان

و تنطوي فلسفة( السامر ) للحب على نقد لاذع لسعادة الحب التي سرعان ما تنقلب إلى هم و حرمان ،يقول سموه :
أضحك و أقول إن المحبة سعادة

و سعادتي بالحب هم و حر

و هكذا لا يكتفي السامر بالنظر إلى الحب من عل، لكنه يغوص في بواطنه كاشفا ً عن أسراره و تجلياته ، و معبرا ً عن رؤاه و احباطاته و إشراقا ته في نظرة فلسفية نافذة إلى أقصى خلجات الوجدان و ناقدة لكل المظاهر السلبية .
شفافية الرومانسية السامرية و عذوبتها :
يسمو سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود بالحب و يضفي عليه شفافيات وجدانه النقية مرتقيا ً به نحو عوالم بيضاء و بنفسجية و خضراء .....هي كل ما يطفح به قلب سموه من مشاعر سامية و أحاسيس نبيلة .
يقول سموه مصورا ً بشفافية ٍ لا مثيل لها مشاعره الوجدانية تجاه شخص الحبيب:
لصوتك و السوالف منك واله

تعاتبني غلط و أقول صايب

ذكر قلبي بحبه ما جرى له

وهبت بالمحبة له هبايب

يا روح الروح حالي منك حالة

أقول بخير و جروحي عطايب

و هكذا تكون الرقة و الشفافية و العذوبة من أخص خصائص القصيدة الوجدانية السامرية ، و لنمعن النظر إلى شفافية أحاسيس سمو الأمير عبد العزيز المتدفقة كشلالات نور و ضياء في الأبيات التالية :
الهوى لي ما يطيب إلا معك

عن عيوني يا حبيبي لا تغيب

من هموم تجرح الخاطر دعك

الله إنه منك لا يقطع نصيب

كان قلبي ما اتسع لك و وسعك

و أنت به جرح من الفرقا عطيب

منزل بعين ٍسناها ما أطلعك

شوف غيرك عندها شكٍ و ريب

كان تسمع دق قلبي و أسمعك

نبض صادق بالمحبة ما يخيب

كل ما ناض برق في سحاب السما

قلت هذا بياض الخد من فوق لاح

و شفافية القصيدة الوجدانية السامرية شفافية عفوية و عميقة ، تتدفق بالتلقائية و المصداقية و الحيوية ،شفافية تنفذ إلى أحاسيس المتلقي كنسائم الربيع ، شفافية تمنح إحساسا ً حميما ً و عارما ً بالدفء و الهاء ، يقول سموه :
حبك نجوم تلالا في سما عيني

و الوجنتين يغسلهل طاهر الماطر

أصالة البوح العذري:
العذرية سمة هامة من سمات الأمير عبد العزيز الوجداني ، و لا غرابة في ذلك، إذ يعتبر سموه و بحق امتدادا ً طبيعيا ً في المكان و امتدادا ً سيكولوجيا ً في الخصائص الوجدانية لشعراء بني عذرة ، هذه الميزة التي اختص بها بعض شعراء الجزيرة العربية .
بالإضافة لما تنطوي عليه شخصية سموه الاعتبارية من عراقة و نبل و جماليات بدوية فطرية .......كل هذه الأسباب جعلت العذرية سمة أساسية من سمات شعر سمو الأمير عبد العزيز الوجداني . يقول سموه :
أرجو الله يعوضني بعين الملاك

أتلذذ بشوفي للعيون النعاس

و يقول :
تسوا حياتي يا ملاك الغذارى

لا و الله أغلى من حياتي وحيه

و يقول في قصيدة أخرى :
أجمع الشوق و انثر منه شيء قليل

في عيون تشوفك يا حبيبي ملاك

مكانة الحبيب:
منح الإسلام المرأة إنسانيتها و حقوقها ، و قد انعكس ذلك إيجابا ً على إيداع الشعراء الذين أنزلوا المرأة في أشعارهم المكانة الرفيعة التي تستأهلها .
و للمرأة الحبيبة مكانة أثيرة في شعر سمو الأمير عبد العزيز الذي يقول في واحدة من قصائده الرائعة :
أشوف انك زهر روض ٍ و أشوف انك خميل ورد

معي مرة و مرة يا حبيبي بالهوى ضدي

هلا يا مرحبا بك عدما هبت نسايم نود

هلا يمدي نرحب بك أبيك تقولها يمدي

و لعل أجمل منزلة ينزل بها سموه الحبيبة هي عينه ، يقول :
دخلت النظر لا شك مالي عليك اسلوم

افرشك عين و عين فوقك تصير غطات

على شان بين العين أحطك و بين النوم

أوسدك شوفي لجل تحرم من الميقات

و يدعو سموه الحبيبة بـ (غاية الروح ) يقول :
يا غاية الروح طول الصبر مليته

راحت طراة العمر و الصبر يطويني

المناجاة و البوح
تتخذ معظم قصائد سمو الأمير عبد العزيز الوجدانية طابع المناجاة و البوح لما لها من علاقة وثيقة بروح العاشق ، يقول سموه مناجيا ً طائرا ً مر به ، و عبر هذه المناجاة يفصح سموه لهذا الطائر عن شكواه و أسرارة الوجدانية ، أي أن سموه يؤنسن هذا الطائر مضفيا ً عليه الطابع الإنساني العاقل ، و مما قاله :
يا طير كانت يوم صديت صايد

تراي سامح و انت يا طير مسموح

غلاك عندي لو تنكرت زايد

قربت و إلا بالغلا تبعد الشوح

اللي تنكر بالليال الشدايد

وقت الرخا ما من مصافاه مصلوح

و يقول مناجيا ً الحبيب :
ردني للحب جرح ٍ منك فيني

كلما ناظرت بعيونك تزيده

شفت سلطان الحسن بينك و بيني

صادني لك يا حبيبي قبل أصيده

فتنتني بك شوقها عيد ٍ بعيني

كان حسنك قلب فالسامر وريده

و يبوح السامر بأسراره الوجدانية إلى أصدقائه الخلص عله يجد لديهم المشورة و الرأي السديد .
يقول في هذه المشاكاة :
يا محمد شفت أنا ظبي غريب

و انت محزم ضيقتي في كل حال

يا سنادي ويش أخلي ويش أجيب

زاد همي من صواديف الليال

و يقول مناجيا ًسمو الأمير الشاعر سعود بن بندر ( يرحمه الله ) :
بين الرجا و اليأس يا سعود ضيعت

احترت أنا ما بين شك و غيره

الظاهر إتي من هوى النفس ودعت

حب نصر غارات حربه كسيره

و تتخذ مناجاته لشخص الحبيب في بعض الأحيان الطابع التأملي ، يقول سموه :
أجمل أيام عمري بين يوم و ليله

يوم شفتك مشاعر فرحتي بك دموع

أنت غالي ولا لي في غلا القلب حيله

زاد جرح المحبة يالحبيب القطوع

الحزن الجميل و جراح الحبيب
يتسم شعر الأمير عبد العزيز الوجداني بالحزن الجميل لارتباطه بآلام الحب و جراحاته و عذاباته ، لكن ما يلفت الانتباه هو كثرة ورود عبارات الجرح في قصائده و لو أحصينا مفردات الجرح لبلغت المئات ، إذا ً ثمة آلام حقيقية تعتمل في نفس سموه جراء الحبيب و غالبا ً ما يفصح سموه عن هذه الآلام بعبارات الجرح .
و تتعدد جراح الحبيب، و لعل أهم جرح يخلفه الحبيب في قلب حبيبه هو الجفاء و الصد ، يقول سموه :
كل ما صديت تجرحني بصدك

الجروح اللي لها وين الضمان

و يقوا أيضا ً :
إذا كان ودك تجرح القلب هيدوك

هيدوك قلبي واجرحه لا تحنه

و يقول :
والله إني من الفرقا و صدك عليل

و أكثر جروح روحي كلها من جفاك

و تزداد وطأة الجراح اضطرادا ً مع جفاء الحبيب ، و كلما طاب جرح حل جرح آخر محله ، يقول سموه :
خذني جروح كل ما طاب منها

جرح جرحته واحدٍ عنه ثاني

وتكون الجراح أيضا ً بسبب غياب الحبيب ، و قد تكون بسبب نزقة الذي لا مبرر له ،يقول سمو الأمير عبد العزيز في قصيدة أخرى :
أبشرك جرحي اللي طاب

ما هو الأول ولا التالي

جرح لفاني مع الغياب

قبل أمس يا الصاحب الغالي

أنهج لك بالمحبة باب

في مهجتي منزلك عالي

الجرح له ما حسبت حساب

و ما هوب يطري على بالي

و أكثر جروحك بدون أسباب

و عندي ترى مرها حالي

و قد يتخذ جرح الحبيب شكلا ً أكثر رومانسية ، عندما تكون أداته العيون السود ، يقول سموه :
آه من جرحك اللي كيف عيا يطيب

أثر جرح العيون السود يبطي نجاحه

يوم غارت عيونك طحت منها صويب

غارة ما بها لطراد خيلك مساحة

و أحيانا ً يكون للجرح نزيف واحد ، حيث يكون جرح الحبيبة امتدادا ً لجرح الحبيب ، يقول سموه :
أجرحوا قلبك ..... و أنا قلبي جريح

من جروح فيك يا بدر التمام

و ما دامت هذه هي الجراح التي تخلفها الحبيبة في قلب العاشق ....ما هي إذا ً أدوية هذه الجراح ؟ .. السامر هنا يتصور علاجات ناجعة لجراح الحب منها ( همس الحبيبة ) الذي يراه السامر شفاء ً ناجعا ً لجراح القلب .
يقول سموه :
الهمس يشفي بالجفا قلب مجروح

دوا الجروح بهمس طيف ٍ يجيني

و أحيانا ً يطلب السامر من شخص الحبيب مداواة جراح عشقه على نحو أقل وضوحا ً دون أن يحدد طبيعة و شكل هذه المداواة ؟
يقول سموه :
داو الجروح الخضر يا طيب الفال

خطر ٍ علىّ مخطور أ،ا من خطرها

و هكذا يظهر سمو الأمير عبد العزيز في قصائده الوجدانية متأثرا ً و على نحو بالغ الحساسية بمواقف الحبيب و تصرفاته مفصحا ً لنا عن كامل جراحات وجدانه النازفة و دماء عشقه الخضراء .
يقول سموه في خطاب وجداني بالغ الحساسية و عميق الانفعال و واضح الشكوى :
آه من حبك اللي جار جورٍ عظيم

كل ما قلت يا ستار جرحك يزيد

الضرر صابني من جرحك اللي قديم

ما لحقني ضرر جرح الحبيب الجديد

و هكذا يكون سموه أمينا ً لوجدان العاشق على نحو ٍ شديد الوضوح و التأثير و الحميمية ، هذه الأمانة التي تفصح و بصراحة عن جراحات الحب مثلما تفصح عن صبابته و مغامراته و أسراره .
الليل و سهر العاشق
الليل هو صديق العاشق الأزلي و صديق الشاعر كذلك .... و صديق الحزانى ... يبثونه شكواهم و نجواهم .
و يحتفي السامر بالليل و السهر في أشعاره الوجدانية ، يقول :
الأمل ولع بيأسك و احترق

و الظنون بسكة اهمومي تباري

حالك أشوى بس حالي ما فرق

في ظلام السهد سامرت الحيارى

و يحلو السهر عندما يكون وجه الحبيبة و طيفها القمر الذي ينير ليل العاشق .
يقول السامر :
انتي قمر ليل ٍسهرنا عتيمه

كل النجوم بطلعتك ما لها حال

يا شمس من يقوى يرد الظليمه

قمرا ً و لكن ليلها البكر ما طال

ويقول أيضا ً :
لا توريني القمر و انت القمر

نور خدك مثل نوره في الظلام

و هكذا يكون السهر و منادمة الليل هما قدر العاشق ، يقول سموه :
و اعذب النواظر كل ما الليل جا

يصبح الصبح طرفي ساهر ٍ ما يبات

أحسب أنك ذرى لي و أحسب أنك حجا

و منك يا ظالمي و شلون أدور نجاة

ارحم عيوني اللي طرفها ما سجا

بالمنام و تهنا يا عيون المهاة

عتاب الحبيب
شعر سمو الأمير عبد العزيز الوجداني شعر رقيق العبارة لطيف الإيحاء رشيق المعنى لا قدح فيه و لا ذم ، و لكنه ينطوي على أبيات كثيرة فيها عتاب مباشر أو غير مباشر ، صريح أو ضمني لشخص الحبيب .
و تتعدد أسباب العتاب ، و في الشواهد التالية ستتضح لنا صور متعددة من عتاب سموه للحبيب .
و في الأبيات التالية يظهر سموه خيبة أمل واضحة من الحبيب الذي يمضي ليله ساهرا ً محتفيا ً به بحبور ، و يتعهد سموه بهجره و تركه ، يقول في عتاب شجي و مؤثر :
هذاك أول عليك أسهر و أغني

و عيني ما تنوم الليل كله

أظن ظنون بك و أخلفت ظني

و ظني فيك ما صار بمحله

خذن أيام حبك ما عطني

و لا حكمت في فرقاك زله

خلاص اليوم عفتك صدّ عني

أشوف إن اللقا عيني تمله

وفي بعض القصائد يحتد عتاب سمو الأمير عبد العزيز لشخص الحبيب على نحو أشد حدة و انفعالا ً .
يقول في قصيدته ( بعتني برخيص) و التي يدلل عنوانها على مضمونها المعاتب :
بعتني برخيص لو مشراك غالي

ما يساوي حبنا جرح الضمير

لا تذكرني بوقت قد مضى لي

لا نسيت اللي مضى جف النظير

و يضيف مبينا ً أسباب عتابه :
أحسب أنك بالهوى لي رأس مالي

و أحسب إن الحب مالي به خشير

بيم مر و بين يا غدار حالي

انكشفت لي بالهوى شيء ٍ كثير

ثم يبرر عتابه بقوله :
العتب جايز على وقت ٍ حرى لي

يوم عمري راح مجهول المصير

قلبك اللي بالهوى داله و سالي

انكره قلب من الفرقا خطير

الضنى ما بيه يا سود الليالي

لو يصير أنعم من سلوك الحرير

وقتي اللي راح لا منه طرى لي

أعرف إني فاقد ٍ شيء ٍ كبير

و من خلال العتاب الوجداني يفصح السامر عن مآخذه على الحبيب ، يقول في قصيدته ( آسف) :
آسف ترى مالك بقلبي مكاني

دور و تلقا لك عشير ٍ يصافيك

و لا بد ما تلقا من الناس ثاني

و إلا فأنا قلبي معزم و جافيك

أول قدم رجلي يسوقه حناني

و اليوم قلبي لو أنا أبيك ناسيك

ثم يبدأ بمعاتبة نفسه ، قلبه على وجه الدقة لإسرافه في بذل الحب و الوداد و الهيام لحبيب تنكر لكل هذا الحب الكبير ، يقول سموه في نبرة مغلفة بالندم و الأسى :
يمكن يكون أصل الخطأ من زماني

هاك السنة يوم إن قلبي شقا فيك

خليتك أغلى كل قاصي و داني

و كل درى إني هايم فيك و أغليك

هذاك قبل تخونني و تعصاني

و اليوم مالي بك و لا لي بطاريك

و إزاء غدر الحبيب لا يتردد السامر عن حجب مشاعره عنه ، يقول :
علموه إني بري ٍ من هواه

عفت حبه ما على بالي طرى

من ةهواي اليوم مقطوع ٍ رجاه

عيني لقدام ما ترجع ورا

عنه قلبي منه محجوب سماه

بالغيوم اللي منا شيها سرى

و في قصيدته ( لا تعاتبني ) يطلب السامر من الحبيب ألا يعاتبه أبا ً لأن حبه انتهى من قلبه .
و تكشف لغة العتاب السامري عن شفافيات مرهفة ، يقول :
لا تعاتبني و لا ترجي خضوعي

انتهى بي حبك الكاذب بلاش

الهنا ما تستحي منه الدموعي

و الأسى لعيونك الخجله فراش

و يقول أيضا ً في قصيدته ( حبك نسيته ) :
وش فايدة قولتك ليته و ليته

كل الغلا قلنا غليه السلامي

من دفتري لا شفت اسمك محيته

ما عاد لك طاري بصفحة غرامي

العام لو إنك عطيت و خذيته

ما كانت نهاية غلانا خصامي

و هكذا يميل سمو الأمير عبد العزيز في قصائده الوجدانية إلى العتاب الصريح و المباشر الذي يلامس انكماش النفس على مشاعرها المجروحة جراء غدر أو نزق أو عدم وفاء الحبيب .
نقد العذول
في كل حكاية حب ثمة عذول يحاول جاهدا ً قطع حبل المحبة بين المتاحبين لغاية دنيئة في نفسه ، و ذلك يتبدى جليا ص في قصائد الشعراء الوجدانية .
و في الأبيات التالية يرفض سمو الأمير عبد العزيز الدور السلبي و الطفيلي للعواذل قائلا ً :
تحترق نظراتهم بينك و بيني

العواذل ما لهم معنا حقوق

رحلوني للشكوك من اليقيني

و المحبة عين و الأشواق موق

قل لعذال الهوى وينك و ويني

سقت نفسي للهوى و الحب سوق

و للعذول أسماء متعددة منها ( اللائم ) و (أهل الهرج ) ، كما يوضح ذلك سمو الأمير عبد العزيز في البيت التالي :
سعو بيني و بينك أهل الهرج بالتنكيد

و أنا فيك ما طاوعت يا زين هرجه

و لا ينساق سموه و هو السامي كصقر في عليائه إلى أهل الهرج من العواذل لأن هدفهم وأد الحب الجميل في مهده .
و رغم كل هذا الحذر الكبير من العواذل إلا أن أحدهم ينجح في جعل الحبيبة تصد عن حبيبها ، الأمر الذي يدفع سموه لأن يقول :
و عذول حبي لك عسى الله حسيبه

خلاك تجفاني و أنا مثلك أجفاك

و أول جروحي في ضميري صعيبه

و الثانية أضنت بها الروح يمناك

و تكثر شكوى السامر من العواذل الذين لا يرحمون أحدا ً ، يقول في قصيدته ( مجروح العيون ) :
و العواذل ....كلهم ما يرحمون

و لو يصيح المبتلي ما له مجيب

رؤوسنا بالحب فوق ..و ما تهون

و ما لقيت اللي يقول إني مصيب

و إزاء هذا الحضور الطاغي و الكبير و المشؤوم لعواذل الحب يحرص سموه دائما ً على تحذير حبيبه من العواذل ، يقول :
و احذر حكي عذالة الحب يغويك

عساك تصحي للحكي ما يطوفك

اللهفة و الشوق و الوصل و الفراق
شعر سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد الوجداني شعر تكتمل فيه المواصفات المتعددة لقصيدة الحب من حيث المضامين و الأساليب الفنية و الحساسية التعبيرية و المفردات و التراكيب و الرؤى ، وبالتالي فهو شعر يحتشد باللهفة و الشوق للحبيب و الحلم الأزلي بوصال ٍ لا يعكره غياب أو فراق .
و غالبا ً ما يستهل السامر قصائده الوجدانية بالتعبير عن لهفته العارمة لشخص الحبيب . يقول مستهلا ً قصيدته \" كل ما ناظرتني \" :
ودي أشبع منك شوف و ما حصل لي

كل ما ناظرتني ضاعت علومي

و مثلما يستهل السامر قصائده الوجدانية باللهفة إلى شخص الحبيب يستهلها أحياناً بالشوق الذي يزلزل كيان
الحبيب و الحبيبة معا ً ، يقول سموه مستهلا ً قصيدته \"خمر الأرياق \" \"
أشتاق لك و كلمك كل ما اشتاق

عنك الثواني كنها شهور و سنين

عليك قلبي من ضنا الشوق خفاق

أبيك لكن وين دارك و أنا وين

أي و الله أحبك و حبك فا الأعماق

و قصايدي بك للمفارق عناوين

و لنمعن النظر مستمتعين بفخامة صور الحب السامرية ، يضيف السامري قائلا ً :
في حضن عيني صورتك كل ماراق

طيف يجيبك من خفا الروح للعين

طيف يونس وحشتني كل ما ضاق

صدري من الفرقا و بعد المحبين

و يكون الوصل تتويجا ً للشوق و نتيجة طبيعية له ن فهو الذي يبرد مكابداته لهيب الأشواق كلها ، يقول السامر :
يا جرح قلبي ويا غاية مطامعنا

متى تبرد لهيب الشوق بعناقك

الهجر يا مجدد الأشواق لا يعنا

و ظلام يأسي يزيحه نور برّاقك

و يلعب غياب الحبيب دورا ً تصعيديا ً كبيرا ً للأشواق الأمر الذي يضرم نيران الوجد ، يقول سمو الأمير عبد العزيز :
عشت بنعيم الحب لا شك مادام

تقطع أسباب الوصل منه تالي

الله على غيب الليالي و الأيام

لا فرقت غالي من عيون غالي

يمكن تلاقيني و ألاقيك قدام

و تصفي مشارب ظالمات الليالي

و يقدم سموه وصفاً دقيقا ًلآلام الفراق ، يقول مخاطبا ً الحبيب :
ليتك تجرب من الفرقا معاناتي

مره بعمرك و تعرف قدر حبيلك

حبيس كثر الشجون وهم الآهاتي

و أسرار دمع تبلل منه منديلك

ولا يمكن مجابهة الأثر الفادح لغياب الحبيب إلا بطلب الوصل ، يقول سموه :
عسى الله يمدد بالوصل يمكم و يعيد

على شان نفسي منك للوصل محتاجه

وهكذا تكتمل رباعية اللهفة و الشوق و الفراق و الوصل و تتناغم على نحو وثيق ليبدع السامر أجما قصائده الوجدانية .
التوسل للحبيب و كبرياء العاشق
التوسل للحبيب و كبرياء العاشق ثنائية العشق الأزلية يجسدها سمو الأمير عبد العزيز في شعره الوجداني :
و يتسامى سموه بخطاب التوسل مضفيا ً غليه سمو روحه النبيلة بامتياز فيغدو أقرب ما يكون للرجاء.
يقول سموه :
كيف ما تمنع الللي من جروحك مريب

خف من الله لا تقسى و تأخذ سلاحه

في عيونك سجين الحب ما له مجيب

ليت رمش العيون السود يطلق سراحه

و يقول أيضا ً :
و لأمرك سمعنا يا حبيبي و طعنا

خذ ما تبي بس أصدق الحب هاته

و لكن عاطفة السامري المتدفقة نحو الحبيب رقة و عذوبة و لينا ً لا تمنعه من المباهاة بكبريائه و شممه و شموخه ، إذ ما فائدة الحب دون العز و رفع الرأس.
يقول السامر مباهيا ً و مفاخرا ً رفعة و سموا ً:
علمني الوقت رفع الرأس و الهامه

لا ...ما أشرب الحب ذل و ينحني رأسي

نفسي على العز عزاقه و جزامه

لا خير بالعشره اللي ما لها ساسي .

و هكذا يحفل شعر السامر الوجداني بكبرياء العاشق الذي يزيد الحب تألقا ً و جمالا ً و نبلا ً و يرتقي به نحو المعاني السامية و المقاصد النبيلة .
الغزل العفيف
يعتبر الغزل من أهم أغراض الشعر العربي قديمه و حديثه . و لسمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد باع طويل في هذا المجال ، حيث نلحظ بوضوح طغيان الحالة الوجدانية في شعره عموما ً . يقول الأديب و الباحث عبد الله الزازان في مقدمة ديوان السامر :
(( برع الأمير عبد العزيز في الغزل و أدخل عليه أساليب و طرائق جديدة ن و قد عده النقاد أول من طور الغزل الوصفي و قد وظف الاستعارة و التشبيه توظيفا ً حسنا ً كشاعر فتن بالخيال فأضاف التشبيه على القصيدة جمالا ً و إبداعا ً )) .
و يقدم الباحث الزازان شواهد رائعة على ذلك ، منها قول السامر :
قلت الله الله ميت فيك بالحيل

مختال شوفي حار بيني و بينك

و بين الرموش اللي وقف عدلها ميل

و عبث ٍ تنثر فوق صافي جبينك

تلقاني أكتب لك قصيدي من الويل

يبحث خفى قلبي على الناس زينك

أرسمك ضي يقهر الجدي و سهيل

و أسلمك كل النجوم بيمينك

أنواع غزل السامر
يعتمد غزل الأمير عبد العزيز اعتمادا ً كبيرا ً على وصف الحالة الحسية لما يكون عليه شكل المرأة الحبيبة و بذا يكون للغزل الوصفي حضورا ً كبيرا ً في شعره الوجداني ، دون أن يقلل ذلك من حضور الغزل المعنوي ببعديه الجمالي المعنوي و العذري :
1- الغزل الوصفي :
يتركز الغزل الوصفي على وصف محاسن المرأة الحبيبة و كثيرا ً ما يفصل سمو الأمير عبد العزيز تفصيلا ً شاملا ً في وصف مختلف معالم المرأة الحبيبة ، يقول سموه :
شفت السواد ينادي بعينك الليل

هي من سواد الليل و الليل منها

و بين الرموش و بين عينك تعاليل

سوادها يضفي عليها كفنها

الشمس من جيدك قليلة محاصيل

ما هيب و امنته و هو ما و منها

و الروض من خدك شكى الظلم و الويل

مقهور من ورد ٍ خدودك زبنها

و يقول في قصيدته ( عاصي الشوق ) حيث تظهر بوضوح انسيابية الغزل الوصفي :
الشعر فزع رموش العيون الوساع

و ادمعت عين ٍ و عين ٍ تسمي عليه

بين خدك و بينه مثل وهج الشعاع

كلما داعب الورد الحمر ذاب فيه

وقتها شفت حالات الغلا و الضياع

كن عينك تبيه و رمشها ما يبيه

عاصي الشوق شاف الجيد فارغ و طاع

سوبه من عذاب الحب ما تشتهيه

و يتميز الغزل الوصفي السامري برشاقته و تلقائيته و عذوبته و ترابطهو كثافته و شفافيته ، و لننظر إلى براعة سموه الفائقة في تكثيف الوصف الغزلي في هذيت البيتين دون أن يخل ذلك بجمال الشعر و قوة بنائه ، يقول سموه :
ضيف العين شوفي لك يطيب المقام

بين جيدك و خدك للخلي الجريح

لأجلك العام الأول صرت أحب اللثام

حدر رمش ٍ ظليل ٍ و فوق خد ٍ مليح

و يظهر سموه في غزله الوصف الشامل تواترا ً أخاذا ً يتراءى لعين النتلقي كلوحات متتابعة متناسقة ، و لمنعن النظر إلى هذا الاسترسال المتقن و الجميل :
يا عين ما ترحمين المجاريح

اللي مشاعرهم غرامك جرحها

و يا شعرها لا تنثني لي مع الريح

صورتك طول فراقنا ما مسحها

و يا جيدها المنتوق لا تغري مريح

عينه قبل شوفتك صد و نصحها

و يا قدها خفف تثنيك لا أصيح

صيحة نفوس لوعت في فرحها

رمشك يلمح لي بالآمال تلميح

و اليأس نفسي قبل أشوفك ذبحها

2- الغزل المعنوي ( العذري ) :
درج الشعراء العرب و منذ عصر شعراء بني عذرة على غزل عذري عفيف المقاصد ، شفيف الإيحاء ، يلبي اندفاعات الحب العذري و يشكل مظهرا ً تعبيريا ً و وصفيا ً له .
يقول سمو الأمير عبد العزيز :
اجمع الغرّه و رجّعها جميع

لا تخليها على وهج الشعاع

لأجل نور الخد فيها عيّا لا يطيع

يا عيون ٍ ما خذتني للضياع

كيف نشري بالهوى العف و نبيع

و الغلا مثل الضماير ما يباع

و عبر الغزل العذري يفصح سمو الأمير عبد العزيز و بجلاء عن صفات الحبيب المعنوية و الروحية و الجمالية وفق إطار عذري صوفي .
إن الغزل العذري يكرس جماليات أخرى للحبيبة غير ظاهرة لحاسة البصر و لكن الروح تلتقطها و يحتفل بها القلب و يتغنى بها الشعر ، يقول سموه في مناجاة صوفية :
عظيم من عظم الحسن في جمالك

سبحان من صورك زاهي و فتان

غيرك عصاه الحسن و أنت اهتدى لك

أصبح لك أطوع من هو قلب و لسان

الأوله يوم ابتدأ الخلق جالك

نفح ٍ من العنبر و روح ٍ و ريحان

و يتوج سمو الأمير عبد العزيز غزله العذري باستلهام سير و قصص الحب العذري ، يقول في نفس ٍ عذري يذكرنا بشجوات جميل بثينة و كثير عزة :
خدها مثل القمر يجلي الظلام

يجذب المغرم سواد عيونها

يوم سلمت ابيدي رد السلام

كنها ليلى و أنا مجنونها

من تولع في هواها ما يلام

جعل نفسي ما تخيب ظنونها

عقبها عيني جفت حلو المنام

من سهرها بيحت مكنونها

صوبتني و اعدمت روحي عدام

ليتكم عن ظلمها تنهونها

سمات و خصائص قصيدة الغزل السامرية
تختص قصيدة الغزل السامرية بعدد من السمات و الخصائص منها :
1- وصف الجمال العربي التقليدي :
يعتبر وصف معالم جمال المرأة العربية التقليدية سمة هامة من سمات غزل السامر و من ذلك تشبيهه المرأة بالمهرة ، يقول سموه :
خلها تلعب مثل لعب الفرس

لا ربح عن دربها من ردها

مهرة بعاتقها جرس

مثل غصن البان ثنية قدها

و تشبيهه عيون المرأة بعيون المهاة و هو تشبيه كلاسيكي دَرَجَ عليه الشعراء العرب منذ أمد بعيد ، يقول سموه :
أتلفتني نظرة عيون المهاة

و عشت منها يا محمد في كبد

اندوشت و قلت يا الله الثبات

يا الله إنك ترزق السامر جلد

كذلك فقد تغزل سمو الأمير عبد العزيز بالرمش على عادة الشعراء العرب القدامى ، و لننظر إلى هذه الصور البديعة التي تصور الرمش على ورد الوجن يكتب حروفا ً عندما تستلهم العين :
رمشه على ورد الوجن يكتب حروف

لا سلهم بحور العيون الفتونه

و كذلك يؤثر السامر العيون السوداء ، يقول سموه :
طحت في حب العيون السود كلي

و من عثر في رمش عينك ما يقومي

و يشبه السامر إطلالة المرأة بطلعة القمر أو البدر استلهاما ً للتراث الشعري و القاموس الجمالي العربي ن يقول سموه :
طلعة البدر عيني غلقت في بهاك

يا عيوني ويا مناي و هواي

و يقول أيضا ً :
لا توريني القمر و إنت القمر

نور خدك مثل نوره في الظلام

2- شفافية الغزل و فخامته :
يقول الأديب و الباحث عبد الله الزازان : ( ينظر نقاد الشعر إلى أدب الأمير عبد العزيز على أنه البداية الحقيقية لظهور الوصف الجمالي ، و لعل ظهور هذا الفن الجديد يعود إلى تفانيه في خلق الأفكار الجمالية ، و لذلك فإنه يعد مجددا ً للبناء الجمالي في الشعر ).
يقول سموه في شفافية آسره تفيض روعة و جمالا ً :
الله عطاني و كثر ما بها منه

حورية الحور نور الروح و عيوني

ما أحلا دلاله و ما أحلا بالغلا فنه

إن راح عني على ما راح و دوني

و يقول أيضاً :
[poem=font=\"Simplified Arabic,4,blue,normal,normal\" bkcolor=\"\" bkimage=\"\" bord