السامر شاعر بعذوبة الجم وعمق اليم
1427-11-11 05:51 مساءً
0
0
19026
 | |  |
|
كلما طاحت الايام باحلام شايب = ما تقول السنين المقفيه يا حرام
الشعر .. قلب الأمة النابض .. ومرصاد تألقها وحضارتها .. وشاهد عصر.. وديوان مشاعر نبض بالحياة .
وبلادنا كأم للغة العربية .. ومهد لانطلاقتها التي أضاءت العالم .. كالبستان غنية بأزهارها .. وشعرائها الذين ألهبوا حاضرها وماضيها حماساً وإبداعاً ، وأبقوا على ميراثها الهائل من الحضارة ، ومقومات النهضة ، وصانوا تراثها لأجيال تحيا بيننا ، وأجيال ستأتي يوماً لتكمل من بعدنا المسيرة ..
ويبقى الشاعر ديواناً مفتوحاً يقلب صفحاته عشاق الكلمة ، لينهلوا من عذب الكلمات وسلسبيل المعنى الراقي ، خصوصاً إذا كان هذا الشاعر قد ورث الشعر كابراً عن كابر ، وأبحر بكلماته الجميلة محيطات الحكمة والمثل والعاطفة الصادقة السهلة الممتنعة ، لتصبح أبياته فناراً يهتدي به الباحث عن الحكمة .. الباحث عن المثل .. الباحث عن العاطفة .. الباحث عن اللغة الراقية الأصيلة ، لكي يرى الحياة جميلة كالورد شفافة كالماء .
كل تلك التطلعات نراها في أبيات الشاعر السامر سمو الأمير عبد العزيز بن سعود ، فهو شاعر يمتلك أدوات الإبداع الشعري بكل مقوماته ، فأبياته كالمفاتيح التي تحفزك للدخول والإبحار إلى عوالم بعيدة وهذا هو قمة الإبداع .
فعندما يقول :
جدد الجرح الاول شوفتك يا ملاك=وإن تقدمت خطوه كني أرجع وراي
عندما نبحر في الصورة الجميلة التي قدمها لنا السامر على طبق من ذهب تغري القارئ للمضي قدماً للإبحار في هذا الشطر الرائع ، فالصورة تحكي عن مشهد رأى فيه العاشق معشوقه بعد فراق على جرح أدمى القلب ، ومن ثم كان الفراق الذي حمل معه هذا الجرح ، والذي ما لبث أن أصبح قديماً بمرور الوقت ..
ولكن رؤية هذا العشيق لمعشوقه مجدداً جدد الجرح القديم فكأنه حدث للتو .
كما أن تقدم هذا المعشوق خطوة كان بمثابة الرجوع للوراء بفكره وذكرياته المؤلمـ.ـة والسعــيدة ، فأصبح هنا التناسب طردياً بين التقدم والرجوع .. صورة رائعة بحق .. |
| |
 | |  |