بين لؤلؤ المثل .. ومرجان الممتنع
1427-11-11 05:46 مساءً
0
0
20676
 | |  |
|
إن مت من حبك تحملت ذنبي = وكلٍ على ما قيل يبلش بذنبه
لا شك أن للمثل الشعبي وقع خاص لدى المتلقي التقليدي بشكلٍ عام ، ويزيد أهمية هذا الوقع وجماله لدى المتلقي الذي يحمل خصوصية ثقافية تمكنه من النظر إلى ذلك المثل بعين المبدع الواعي .
وقد حرص كثير من الشعراء على توظيف المثل الشعبي في قصائدهم الخاصة والعامة ، إلا أن قوة التوظيف ومناسبته تعود لقوة الشاعر وطريقة استغلاله لإسقاطاته الفنية والرمزية واللغوية .
ومن الشعراء الذين استطاعوا أن يوظفوا الرمز بصورته السهلة الممتنعة الشاعر الأمير عبد العزيز بن سعود ( السامر ) فهو الذي يقول في أحد أبياته :
المهاوي على ما قيل قلبه دليله = ناجني بالعيون وكلّني لك سموع
ما أسعدك أيه المهاوي فقد أصبحت رمزاً للشفافية الوجدانية التي تغوص في بحور العشق دونما دليل أو مرشد يأخذ بيده إلى قلب الحبيب وحقيقة شعوره .
وما أعظم هذا الحب الذي يحمله عاشق كل ما فيه آذان صاغية .. منصته .. مقبلة ، تسمع حتى مناجاة العيون ...
ويقول السامر
إن مت من حبك تحملت ذنبي = وكلٍ على ما قيل يبلش بذنبه
هذا الحبيب لا تجدي معه القوة ، ولا الصدود والهجران ، فهو حبيب يخاف سطوة الذنب ، ويفزع من تأنيب الضمير ، لذلك كانت أفضل الطرق كشف عواقب تماديه في هجرانه لمحبوبه .
|
| |
 | |  |